يوم النمر العربي- جهود لحماية رمز ثقافي وبيئي
المؤلف: كنانة دحلان10.10.2025

يحتفي العالم في العاشر من شهر فبراير من كل عام بـ "يوم النمر العربي"، وهو يوم أقرّه مجلس الوزراء السعودي في عام 2022، وقد حظي هذا المسعى الوطني بتقدير دولي، حيث اعتمدت الأمم المتحدة هذا التاريخ كيوم عالمي مخصص للنمر العربي. يهدف هذا اليوم إلى إذكاء الوعي بأهمية صون هذا الكائن المدهش، بعد أن أدرجه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ضمن قائمة الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض في عام 1996.
النمر العربي، الذي تجلى ظهوره في القارة الأفريقية قبل خمسمائة ألف عام، واتسعت رقعة مواطنه الطبيعية من شواطئ البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى ضفاف الخليج العربي، يجسد رمزاً للعزة والجمال في صميم الثقافة السعودية، ويحمل في طياته تاريخاً عريقاً يستحق الإجلال، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من الموروثات الثقافية والتاريخية والبيئية القيّمة.
تكشف النقوش القديمة، التي عُثر عليها داخل كهف في منطقة الشويمس، الواقعة جنوب شرق مدينة العلا، عن أقدم الصور المكتشفة لهذا النمر في أرجاء الجزيرة العربية.
ومع الأسف، تحول النمر العربي إلى كائن يتهدده شبح الانقراض، إذ تشير الدراسات المستفيضة إلى أن أعداده المتبقية في كامل نطاق انتشاره الجغرافي في ربوع الجزيرة العربية لا تتجاوز المائتي نمر. يواجه هذا الحيوان النادر حزمة من التحديات والمخاطر، من بينها التوسع العمراني المتزايد، والأنشطة الزراعية المتنامية، وممارسات الرعي الجائر، والصيد المفرط الذي أدى إلى تقلص أعداد الفرائس، فضلاً عن التجارة المحظورة بالأنواع البرية.
لقد كان إنشاء "الصندوق العالمي لحماية النمر العربي"، بتوجيه كريم من سمو ولي العهد في عام 2019، بالتزامن مع إطلاق مشروع محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا، المخصصة لإطلاق النمور وإعادة توطينها، بمثابة خطوة جبارة. وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية الهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي تولي اهتماماً بالغاً بالبيئة والطبيعة والتراث والآثار، لتؤكد حرص المملكة الراسخ على صون هذه الأنواع النادرة من الحيوانات وتعزيز الاستدامة البيئية، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030.
وفي هذا السياق، يضطلع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، جنباً إلى جنب مع منظومة من الشركاء المتفانين، بدور حيوي في حماية البيئات الطبيعية التي تحتضن النمر العربي، ويعمل جاهداً على إكثار منظومة فرائسه، بهدف استعادة التوازن البيئي المنشود.
لقد تواصلت جهود المملكة الحثيثة لصون النمر العربي، ويتجلى ذلك في إطلاق برنامج متخصص لحمايته، بالإضافة إلى إنشاء صندوق مالي مخصص لإعادة هذا النوع المميز إلى مواطنه الأصلية والحفاظ على بقائه. كما أسهمت المملكة بسخاء في دعم منظمة "بانثيرا"، المعنية بحماية القطط الكبيرة في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى التوجه نحو إكثار النمور وتوفير البيئات الآمنة والحاضنة لها في المحميات الطبيعية التي تساهم في الحفاظ عليها. وقد تعززت هذه الجهود النبيلة من خلال سلسلة من الشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومنظمتي "كاتموسفير" و"بانثيرا"، وذلك في إطار استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل النظم البيئية، بما ينسجم مع الأهداف الوطنية، ومن بينها مبادرة السعودية الخضراء الرائدة..
إن اليوم العالمي للنمر العربي يمثل فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم أجمع نحو هذا الكائن الرائع، وتعزيز برامج التوعية بمكانته الرفيعة وأهمية الحفاظ عليه وحمايته من خطر الانقراض، وذلك لما يحمله من قيمة تاريخية وثقافية ودلالات عميقة في الموروث الشعبي. كما يسلط هذا اليوم الضوء على أهمية الحفاظ على سلامة النظام البيئي والثروات الطبيعية، من خلال حماية الحياة الفطرية واستعادة مواطنها الطبيعية الغناء.
النمر العربي، الذي تجلى ظهوره في القارة الأفريقية قبل خمسمائة ألف عام، واتسعت رقعة مواطنه الطبيعية من شواطئ البحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى ضفاف الخليج العربي، يجسد رمزاً للعزة والجمال في صميم الثقافة السعودية، ويحمل في طياته تاريخاً عريقاً يستحق الإجلال، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من الموروثات الثقافية والتاريخية والبيئية القيّمة.
تكشف النقوش القديمة، التي عُثر عليها داخل كهف في منطقة الشويمس، الواقعة جنوب شرق مدينة العلا، عن أقدم الصور المكتشفة لهذا النمر في أرجاء الجزيرة العربية.
ومع الأسف، تحول النمر العربي إلى كائن يتهدده شبح الانقراض، إذ تشير الدراسات المستفيضة إلى أن أعداده المتبقية في كامل نطاق انتشاره الجغرافي في ربوع الجزيرة العربية لا تتجاوز المائتي نمر. يواجه هذا الحيوان النادر حزمة من التحديات والمخاطر، من بينها التوسع العمراني المتزايد، والأنشطة الزراعية المتنامية، وممارسات الرعي الجائر، والصيد المفرط الذي أدى إلى تقلص أعداد الفرائس، فضلاً عن التجارة المحظورة بالأنواع البرية.
لقد كان إنشاء "الصندوق العالمي لحماية النمر العربي"، بتوجيه كريم من سمو ولي العهد في عام 2019، بالتزامن مع إطلاق مشروع محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا، المخصصة لإطلاق النمور وإعادة توطينها، بمثابة خطوة جبارة. وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية الهيئة الملكية لمحافظة العلا، التي تولي اهتماماً بالغاً بالبيئة والطبيعة والتراث والآثار، لتؤكد حرص المملكة الراسخ على صون هذه الأنواع النادرة من الحيوانات وتعزيز الاستدامة البيئية، تماشياً مع أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030.
وفي هذا السياق، يضطلع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، جنباً إلى جنب مع منظومة من الشركاء المتفانين، بدور حيوي في حماية البيئات الطبيعية التي تحتضن النمر العربي، ويعمل جاهداً على إكثار منظومة فرائسه، بهدف استعادة التوازن البيئي المنشود.
لقد تواصلت جهود المملكة الحثيثة لصون النمر العربي، ويتجلى ذلك في إطلاق برنامج متخصص لحمايته، بالإضافة إلى إنشاء صندوق مالي مخصص لإعادة هذا النوع المميز إلى مواطنه الأصلية والحفاظ على بقائه. كما أسهمت المملكة بسخاء في دعم منظمة "بانثيرا"، المعنية بحماية القطط الكبيرة في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى التوجه نحو إكثار النمور وتوفير البيئات الآمنة والحاضنة لها في المحميات الطبيعية التي تساهم في الحفاظ عليها. وقد تعززت هذه الجهود النبيلة من خلال سلسلة من الشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومنظمتي "كاتموسفير" و"بانثيرا"، وذلك في إطار استراتيجية شاملة لإعادة تأهيل النظم البيئية، بما ينسجم مع الأهداف الوطنية، ومن بينها مبادرة السعودية الخضراء الرائدة..
إن اليوم العالمي للنمر العربي يمثل فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم أجمع نحو هذا الكائن الرائع، وتعزيز برامج التوعية بمكانته الرفيعة وأهمية الحفاظ عليه وحمايته من خطر الانقراض، وذلك لما يحمله من قيمة تاريخية وثقافية ودلالات عميقة في الموروث الشعبي. كما يسلط هذا اليوم الضوء على أهمية الحفاظ على سلامة النظام البيئي والثروات الطبيعية، من خلال حماية الحياة الفطرية واستعادة مواطنها الطبيعية الغناء.